
يحدث الحمل خارج الرحم في بعض الحالات على عكس ماهو معتاد و إذا حدث هذا الأمر فهذا معناه أن الجنين لايكون متواجداً داخل الرحم.
يعرض الحمل خارج الرحم حياة كلٍ من الأم و الجنين للخطر مما يسبب النزيف الداخلي للأم و قد يتسبب في موتها، وكذلك الجنين فإنه يموت في معظم الأوقات إلا إذا تم علاج الحمل خارج الرحم بالطريقة المناسبة. تكون البويضة المخصبة في الحمل الطبيعي موجودة في غشاء الرحم المبطن مما يجعلها مستعدة للإنقسام و التطور بسهولة، أما فيما يخص الحمل خارج الرحم فإن الجنين يكون منغرس في الغشائين المبطنين لقناتي فالوب و بعض الأماكن الأخرى أيضاً و هذا ما يتسبب في حدوث النزيف مما يؤدي إلى الإجهاض، وإذا كان النزيف غزيراً فقد تتعرض حياة المرأة الحامل للخطر. سنستعرض هنا أنواع الحمل خارج الرحم وطرق علاجه.
أنواع الحمل خارج الرحم
1- الحمل الأنبوبي
يكون الجنين في الحمل الأنبوبي متواجد في إحدى قناتي فالوب و يتطور بداخلها لكن قناة فالوب لا يمكنها تحمله مما يؤدي إلى حدوث النزيف و الإجهاض و في بعض الحالات قد يؤدي إلى موت الأم.
2-الحمل خارج قناتي فالوب
هذه الحالة أقل شيوعاً من السابقة و يكون الجنين فيها في تجويف البطن أو عنق الرحم أو المبيض، وقد يعيش الجنين إذا كانت المشيمة متواجدة على أعضاء تجويف البطن أو على الغشاء البروتيني، لأنه يمكن وصول الدم الذي يحتاج إليه من جسم الأم، و عند الولادة يجب القيام بعملية جراحية يتم خلالها فتح تجويف البطن لكنها عملية جراحية تنطوي عليها المخاطر.
3-الحمل المزدوج
هذه من أقل الحالات شيوعاً و فيها يوجد بويضتين مخصبتين داخل الرحم و الأخرى خارج الرحم للأم. و الذي يسبب الكثير من المشكلات في هذه الحمل المزدوج أنه لا يمكن اكتشاف الحمل داخل الرحم إلا بعد اكتشاف الحمل خارج الرحم لأن السونار لا يمكن أن يصل إلى الحمل داخل الرحم في معظم الأحيان.
كيفية إكتشاف الحمل خارج الرحم
يمكن للمرأة الحامل معرفة الحمل خارج الرحم عند حدوث آلام في الجزء السفلي من البطن أو تشنجات مؤلمة، وكذلك عند الشعور بألم أثناء التبول أو عدم القدرة على التبول. أو خروج دم من المهبل، أو آلام شديدة عند التبرز. كما يمكن أن تشعر المرأة بآلام في أسفل الظهر و في الحوض. أو حدوث آلام في الكتفين وذلك لأم دم يتخذ مسار مختلف. لكن يجب التنويه إلى أن هذه الأعراض قد لا تشير على حدوث الحمل خارج الرحم لكن فور شعوركِ بها يجب استشارة الطبيب على الفور لتكونين في آمان.
طرق علاج الحمل خارج الرحم
إذا تم معرفة الحمل خارج الرحم بوقت مبكر، يكون العلاج عن طريق استخدام أدوية، لكن هذا يؤدي إلى الإجهاض قبل تطور الجنين و يقوم جسم المرأة بإمتصاص الأنسجة الناتجة أو اخراجها من جسدها. يكون العلاج إذا عُرِفَ الحمل خارج الرحم متاخراً بعد حدوث النزيف بواسطة الجراحة عن طريق منظار يدخل في البطن أو عن طريق شق قناة فالوب أو إستئصالها.
كيف يحدث الحمل خارج الرحم
يحدث الحمل خارج بسبب التصاق الحيوان المنوي مع البويضة لتكوين ما يعرف باسم الزيجوت أو المضغة. يحدث هذا الالتصاق بشكل طبيعي في أي مكان في قناة فالوب، والتي تصل بين المبيض وتجويف الرحم.
تبدأ البويضة المخصبة عند اكتمال تكوينها، في الانقسام الحيوي بشكل متتالي، مع تحركها بصورة بطيئة نحو تجويف الرحم. وتقوم بالانغراس في بطانة الرحم فور الوصول إلى تجويف الرحم، حتى تستكمل مراحل النمو والتطور أثناء الحمل لتكوين الجنين.
يمكننا القول على ما ذكر أن الحمل خارج الرحم هو انغراس البويضة في مكان آخر غير بطانة الرحم. ومن أكثر أماكن الحمل خارج الرحم هي قناة فالوب. ويمكن أن يحدث الحمل خارج الرحم بشكل نادر في عنق الرحم أو المبيض أو تجويف البطن.
أعراض الحمل خارج الرحم
هناك تشابه بين أعراض الحمل خارج الرحم المبكرة مع الأعراض المعروفة للحمل الطبيعي، والتي تشمل: تأخر الدورة الشهرية، غثيان الصباح والاستفراغ، وغيرها. وكذلك تكون نتيجة اختبار الحمل المنزلي إيجابية.
لكن تبدأ الأعراض المعروفة للحمل خارج الرحم في الظهور عند انقسام البويضة المخصبة على نحو متوالي، ونمو الجنين وازدياد حجمه.
ويمكن تقسيم أعراض الحمل خارج الرحم السريرية وفقاً على الأعراض المرضية إلى نوعين أساسيين، هما:
1- الحمل خارج الرحم غير المضطرب: تظهر الأعراض للحمل خارج الرحم في هذه الحالة في الأسبوع السادس، وذلك بسبب حدوث ضغط على الأنسجة المحيطة، لتعاني المرأة الحامل من الأعراض التالية:
- ألم خفيف أو متوسط الشدة في الحوض وأسفل البطن، والذي قد يمتد أحياناً إلى منطقة أسفل الظهر .
- نزيف مهبلي خفيف.
- الشعور بالألم أثناء التبول أو بعد تناول الأكل.
2-الحمل خارج الرحم المضطرب: في هذه الحالة تعاني من أعراض تحدث بشكل مفاجئ عند بداية الأسبوع الثامن بسبب انفجار كيس الحمل الموجود خارج الرحم، والذي يكون غالباً في قناة فالوب، وتعاني الأم من الأعراض التالية :
- ألم حاد في البطن والحوض.
- نزيف مهبلي حاد.
- قد تعاني المرأة في حالة حدوث النزيف الداخلي، من هبوط في الضغط، تسارع معدل نبضات القلب، فقدان الوعي. وهو ما يعرض حياة الأم للخطر إذا لم يتم التعامل معه بشكل سريع وبالطريقة الصحيحة.
كيف يتم تشخيص الحمل خارج الرحم
يتم التشخيص الأولي للحمل خارج الرحم من خلال تتبع الأعراض السريرية للوضع ( ألم البطن والحوض والنزيف المهبلي ) . أما فيما يخص تأكيد التشخيص وتحديد المخاطر التي يمكن حدوثها، تُفحص منطقة البطن والحوض عند طريق السونار، وإجراء اختبار الحمل الكمي لهرمون الحمل وتتبعه.
علاج الحمل خارج الرحم
العلاج الدوائي: تجري عادة هذه الطريقة في حالات الحمل خارج الرحم غير المضطرب، حيث تستخدم المريضة دواء يسمى الميثوتريكسات، وتتبع الحمل عن طريق السونار للتأكد من انكماش واختفاء كيس الحمل تماماً.
الإجراء الجراحي: لا يتم اتخاذ هذه الطريقة إلا في حالة فشل العلاج الدوائي أو في حالات الحمل خارج الرحم المضطرب، حيث يتم عمل جراحة اصلاحية للأنسجة التي تمزقت بفعل الحمل خارج الرحم.